المواضيع الأخيرة
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
ابوهشام - 234 | ||||
ريان لال - 233 | ||||
البدري - 209 | ||||
الهاشمي2 - 171 | ||||
يوسف مدني الولو - 149 | ||||
<الهذلي> - 116 | ||||
سعد501 - 97 | ||||
البرنس - 82 | ||||
فوفو ابو رامي - 62 | ||||
ابراهيم مصلى - 42 |
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 6 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 6 زائر لا أحد
أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 292 بتاريخ الأحد أغسطس 19, 2012 1:44 am
يوم بعاث؟؟!!
:: الأقسام التعليمية :: الإجتماعيات :: التاريخ
صفحة 1 من اصل 1
يوم بعاث؟؟!!
يوم بعاث
كانت الأوس قد استعانت ببني قريظة والنضير في حروبهم التي كانت بينهم ، وبلغ ذلك الخزرج ، فبعثت إليهم : إن الأوس فيما بلغنا قد استعانت بكم علينا ، ولن يعجزنا أن نستعين بأعدادكم وأكثر منكم من العرب ، فإن ظفرنا بكم فذاك ما تكرهون ، وإن ظفرتم لم ننم عن الطلب أبداً ، فتصيروا إلى ما تكرهون ، ويشغلكم من شأننا ما أنتم الآن منه خالون ، وأسلم لكم من ذلك أن تدعونا وتخلوا بيننا وبين إخواننا.
فلما سمعوا ذلك علموا أنه الحق ، فأرسلوا إلى الخزرج : إنه قد كان الذي بلغكم ، والتمست الأوس نصرنا ، وما كنا لننصرهم عليكم أبداً ، فقالت لهم الخزرج : فإن كان ذلك كذلك فابعثوا إلينا برهائن تكون في أيدينا ، فبعثوا إليهم بأربعين غلاماً منهم ، ففرقهم الخزرج في دورهم ، ومكثوا بذلك مدة.
ثم إن عمرو بن النعمان البياضي قال لقومه بياضة : إن أباكم أنزلكم منزل سوء بين سبخة ومفازة ، وإنه والله لا يمس رأسي غسل حتى أنزلكم منازل بني قريظة والنضير على عذب الماء وكريم النخل ، ثم راسلهم : إما أن تخلوا بيننا وبين دياركم نسكنها ، وإما أن نقتل رهنكم ، فهموا أن يخرجوا من ديارهم ، فقال لهم كعب بن أسد القرظي : يا قوم ، امنعوا دياركم وخلوه يقتل الرهن ، والله ما هي إلا ليلة يصيب فيها أحدكم امرأته حتى يولد له غلام مثل أحد الرهن ، فاجتمع رأيهم على ذلك ، فأرسلوا إلى عمرو بألا نسلم لكم دورنا ، وانظروا الذي عاهدتمونا عليه في رهننا فقوموا لنا به ، فعدا عمرو بن النعمان البياضي على رهنهم هو ومن أطاعه من الخزرج فقتلوهم ، وأبى عبد الله بن أبي وقال : هذا عقوق ومأتم وبغي ، فلست معيناً عليه ، ولا أحد من قومي أطاعني ، وخلى عمن عنده من الرهن.
فناوشت الأوس الخزرج يوم قتل الرهن شيئاً من قتال غير كبير ، واجتمعت قريظة والنضير إلى كعب بن أسد القرظي ، ثم تآمروا أن يعينوا الأوس على الخزرج ، فبعثت إلى الأوس بذلك ، ثم أجمعوا عليه ، على أن ينزل كل أهل بيت من النبيت- وهو حي في الأوس- على بيت من بنى قريظة ، فنزلوا معهم في دورهم. ثم أرسلوا إلى سائر الأوس في الحرب والقيام معهم على الخزرج ، فأجابوهم إلى ذلك.
فاجتمع الملأ منهم ، واستحكم أمرهم ، وجدوا في حربهم ، فلما سمعت الخزرج اجتمعوا حتى جاءوا عبد الله بن أبي ، وقالوا له : قد كان الذي بلغكم من أمر الأوس وأمر قريظة والنضير واجتماعهم على حربنا ، وإنا نرى أن نقاتلهم ، فإن هزمناهم لم يحرز أحد منهم معقله ولا ملجأه حتى لا يبقى منهم أحد.
فلما فرغوا من مقالهم قال لهم عبد الله : إن هذا بغي منكم على قومكم وعقوق ، والله ما أحب أن رِجلاً – أي جماعة - من جراد ألفيناهم ، وقد بلغني أنهم يقولون هؤلاء قومنا منعونا الحياة أفيمنعوننا الموت ؟ والله إني أرى قوماً لا ينهون أو يهلكوا عامتهم ، وإني لأخاف إن قاتلوكم أن ينصروا عليكم لبغيكم عليهم ، فقاتلوا قومكم كما كنتم تقاتلونهم ، فإذا ولوا فخلوا عنهم ، فإذا هزموكم فدخلتم أدنى البيوت خلوا عنكم ، فقال له عمرو بن النعمان البياضي : انتفخ والله سحرك - وهي عبارة تقال للجبان، أي ملأ الخوف قلبه -يا أبا الحارث حين بلغك حلف الأوس وقريظة والنضير. فقال عبد الله : والله لا حضرتكم أبداً ، ولا أحد أطاعني أبداً ، ولكأني أنظر إليك قتيلاً تحملك أربعة في عباء.
وتابع عبد الله رجال من الخزرج ، واجتمع كلام الخزرج على أن رأسوا عليهم عمرو بن النعمان البياضي ، وولوه أمر حربهم ، ولبث الأوس والخزرج أربعين ليلة يتصنعون للحرب ، ويجمع بعضهم لبعض ، ويرسلون إلى حلفائهم من قبائل العرب ، فأرسلت الخزرج إلى جهينة وأشجع ، وأرسلت الأوس إلى مزينة ، وذهب حضير الكتائب الأشهلى إلى أبي قيس الأسلت ، فأمره أن يجمع له أوس الله ، فجمعهم له أبو قيس ، فقام حضير ، فاعتمد على قوسه ، وعليه نمرة تشف عن عورته ، فحرضهم ، وأمرهم بالجد في حربهم ، وذكر ما صنعت بهم الخزرج من إخراج النبيت ، وإذلال من تخلف من سائر الأوس في كلام كثير ، وجعل كلما ذكر ما صنعت بهم الخزرج يستشيط ويحمى ، فأجابته أوس الله بالذي يحب من النصرة والمؤازرة والجد في الحرب.
ثم اجتمعت الأوس مرة أخرى ، فأجالوا الرأي ، فقالوا : إن ظفرنا بالخروج لم نبق منهم أحداً ، ولم نقاتلهم كما كنا نقاتلهم. فقال حضير : يا معشر الأوس ، ما سميتم الأوس إلا لأنكم تؤسون الأمور الواسعة – أي تعالجون الأمور- .
ثم طرحوا بين أيديهم تمراً ، وجعلوا يأكلون، وحضير الكتائب جالس وعليه بردة له قد اشتمل بها الصماء ، وما يأكل معهم، ولا يدنو إلى التمر غصباً وحنقاً ، فقال : يا قوم ، اعقدوا لأبي قيس بن الأسلت ، فقال لهم أبو قيس: لا أقبل ذلك ، فإني لم أرأس على قوم في حرب قط إلا هزموا وتشاءموا برياستي.
ثم جاءتهم أوس مناة ، وقدمت مزينة ، فانطلق حضير وأبو عامر الراهب إلى أبي قيس ، فقالوا : جاءتنا مزينة واجتمع إلينا من أهل يثرب مالا قبل للخزرج به ، فما الرأي إن نحن ظهرنا عليهم : الإنجاز أم البقية ؟ فقال أبو قيس: اقتلوهم حتى يقولوا : بزابز – وهي كلمة كانوا يقولونها إذا غلبوا- . ثم اختلفوا في ذلك ، فأقسم حضير ألا يشرب الخمر ، أو يظهر ويهدم مزاحماً : أطم عبد الله بن أبي . ثم لبثوا شهرين يعدون ويستعدون.
وكان اللقاء ببعاث ، وحشد الحيان فلم يتخلف عنهم إلا من لا ذكر له ، ولم يكونوا حشدوا قبل ذلك في يوم التقوا فيه. فلما رأت الأوس الخزرج أعظموهم وقالوا لحضير : يا أبا أسيد ، لو حاجزت القوم ، وبعثت إلى من تخلف من حلفائك من مزينة ؟ فطرح قوساً كانت في يده ثم قال : أنتظر مزينة، وقد نظر إليّ القوم ونظرت إليهم ! الموت قبل ذلك. واقتتلوا قتالاً شديداً ، فانهزمت الأوس حين وجدوا مس السلاح ، فولوا مصعدين في حرة قورى – موضع في نواحي المدينة - ، فنزل حضير ، وصاحت بهم الخزرج: أين الفرار ، فلما سمع حضير طعن بسنان رمحه فخذه ، ونزل وصاح: وعقراه والله لا أريم حتى أقتل فإن شئتم يا معشر الأوس أن تسلموني فافعلوا ، فتعطفت عليه الأوس ، وقام وعلى رأسه غلامان من بني عبدالأشهل ، وهما يومئذ معرسان ذوا بطش ، فقاتلا حتى قتلا ، وأقبل سهم حتى أصاب عمرو بن النعمان البياضي رأس الخزرج فقتله ، لا يدرى من رمى به.
ثم انهزمت الخزرج ، ووضعت الأوس فيهم السلاح ، وصاح صائح : يا معشر الأوس ، أسجحوا ولا تهلكوا إخوتكم، فتناهت الأوس وكفت عن سلبهم بعد إثخان فيهم ، وسلبهم قريظة والنضير.
وحملت الأوس حضيراً من الجراح التي به ، وهم يرتجون حوله يقولون :
كتيبة زينها مولاها ................................................لا كهلها هد ولا فتاها
وجعلت الأوس تحرق على الخزرج نخلها ودورها. ثم خرج سعد بن معاذ الأشهلي ، حتى وقف على باب بني سلمة وأجارهم وأموالهم جزاء لهم بيوم الرعل – الرعل مال لعبد الأشهل ، ويوم الرعل يوم كانت فيه بنو سلمة أغارت على مال لبني عبد الأشهل وقاتلوهم ، فجرح سعد بن معاذ الأشهلي جراحة شديدة ، فاحتمله بنو سلمة إلى عمرو بن الجموح الخزرجي فأجاره وأخاه وأجار الرعل من الحريق وقطع الأشجار، فلما كان يوم بعاث جازاهم سعد -.
وأقسم كعب بن أسد القرظي: ليذلن عبد الله بن أبي ، وليحلقن رأسه تحت حصنه مزاحم. فناداه كعب : انزل يا عدو الله ، فقال عبدالله : أنشدك الله ! ما خذلت عنكم. فسأل عما قال ، فوجده حقاً ، فرجع عنه.
وخرج حضير الكتائب وأبو عامر الراهب حتى أتيا أبا القيس بن الأسلت بعد الهزيمة ، فقال له حضير : يا أبا قيس ، إن رأيت أن نأتي الخزرج قصراً قصراً وداراً داراً ، نقتل ونهدم حتى لا يبقي منهم أحد ! فقال أبو قيس : والله لا نفعل ذلك ، فغضب حضير وقال : ما سميتم الأوس إلا لأنكم تؤسون الأمر أوساً ، ولو ظفرت الخزرج بمثلها ما أقالونا. ثم انصرف إلى الأوس فأمرهم بالرجوع إلى ديارهم.
وثقل على حضير الجرح ، فذهب به كليب بن عبدالأشهل إلى منزله ، فلبث عنده أياماً ، ثم مات.
وعاد أبو قيس بن الأسلت إلى امرأته ،بعد أن مكث في الحرب أشهراً آثرها على كل شيء ، حتى شحب لونه وتغير ، فدق الباب ففتحت له ، فأهوى إليها بيده فدفعته وأنكرته ، فقال : أنا أبو قيس ، فقالت : والله ما عرفتك حتى تكلمت .
كانت الأوس قد استعانت ببني قريظة والنضير في حروبهم التي كانت بينهم ، وبلغ ذلك الخزرج ، فبعثت إليهم : إن الأوس فيما بلغنا قد استعانت بكم علينا ، ولن يعجزنا أن نستعين بأعدادكم وأكثر منكم من العرب ، فإن ظفرنا بكم فذاك ما تكرهون ، وإن ظفرتم لم ننم عن الطلب أبداً ، فتصيروا إلى ما تكرهون ، ويشغلكم من شأننا ما أنتم الآن منه خالون ، وأسلم لكم من ذلك أن تدعونا وتخلوا بيننا وبين إخواننا.
فلما سمعوا ذلك علموا أنه الحق ، فأرسلوا إلى الخزرج : إنه قد كان الذي بلغكم ، والتمست الأوس نصرنا ، وما كنا لننصرهم عليكم أبداً ، فقالت لهم الخزرج : فإن كان ذلك كذلك فابعثوا إلينا برهائن تكون في أيدينا ، فبعثوا إليهم بأربعين غلاماً منهم ، ففرقهم الخزرج في دورهم ، ومكثوا بذلك مدة.
ثم إن عمرو بن النعمان البياضي قال لقومه بياضة : إن أباكم أنزلكم منزل سوء بين سبخة ومفازة ، وإنه والله لا يمس رأسي غسل حتى أنزلكم منازل بني قريظة والنضير على عذب الماء وكريم النخل ، ثم راسلهم : إما أن تخلوا بيننا وبين دياركم نسكنها ، وإما أن نقتل رهنكم ، فهموا أن يخرجوا من ديارهم ، فقال لهم كعب بن أسد القرظي : يا قوم ، امنعوا دياركم وخلوه يقتل الرهن ، والله ما هي إلا ليلة يصيب فيها أحدكم امرأته حتى يولد له غلام مثل أحد الرهن ، فاجتمع رأيهم على ذلك ، فأرسلوا إلى عمرو بألا نسلم لكم دورنا ، وانظروا الذي عاهدتمونا عليه في رهننا فقوموا لنا به ، فعدا عمرو بن النعمان البياضي على رهنهم هو ومن أطاعه من الخزرج فقتلوهم ، وأبى عبد الله بن أبي وقال : هذا عقوق ومأتم وبغي ، فلست معيناً عليه ، ولا أحد من قومي أطاعني ، وخلى عمن عنده من الرهن.
فناوشت الأوس الخزرج يوم قتل الرهن شيئاً من قتال غير كبير ، واجتمعت قريظة والنضير إلى كعب بن أسد القرظي ، ثم تآمروا أن يعينوا الأوس على الخزرج ، فبعثت إلى الأوس بذلك ، ثم أجمعوا عليه ، على أن ينزل كل أهل بيت من النبيت- وهو حي في الأوس- على بيت من بنى قريظة ، فنزلوا معهم في دورهم. ثم أرسلوا إلى سائر الأوس في الحرب والقيام معهم على الخزرج ، فأجابوهم إلى ذلك.
فاجتمع الملأ منهم ، واستحكم أمرهم ، وجدوا في حربهم ، فلما سمعت الخزرج اجتمعوا حتى جاءوا عبد الله بن أبي ، وقالوا له : قد كان الذي بلغكم من أمر الأوس وأمر قريظة والنضير واجتماعهم على حربنا ، وإنا نرى أن نقاتلهم ، فإن هزمناهم لم يحرز أحد منهم معقله ولا ملجأه حتى لا يبقى منهم أحد.
فلما فرغوا من مقالهم قال لهم عبد الله : إن هذا بغي منكم على قومكم وعقوق ، والله ما أحب أن رِجلاً – أي جماعة - من جراد ألفيناهم ، وقد بلغني أنهم يقولون هؤلاء قومنا منعونا الحياة أفيمنعوننا الموت ؟ والله إني أرى قوماً لا ينهون أو يهلكوا عامتهم ، وإني لأخاف إن قاتلوكم أن ينصروا عليكم لبغيكم عليهم ، فقاتلوا قومكم كما كنتم تقاتلونهم ، فإذا ولوا فخلوا عنهم ، فإذا هزموكم فدخلتم أدنى البيوت خلوا عنكم ، فقال له عمرو بن النعمان البياضي : انتفخ والله سحرك - وهي عبارة تقال للجبان، أي ملأ الخوف قلبه -يا أبا الحارث حين بلغك حلف الأوس وقريظة والنضير. فقال عبد الله : والله لا حضرتكم أبداً ، ولا أحد أطاعني أبداً ، ولكأني أنظر إليك قتيلاً تحملك أربعة في عباء.
وتابع عبد الله رجال من الخزرج ، واجتمع كلام الخزرج على أن رأسوا عليهم عمرو بن النعمان البياضي ، وولوه أمر حربهم ، ولبث الأوس والخزرج أربعين ليلة يتصنعون للحرب ، ويجمع بعضهم لبعض ، ويرسلون إلى حلفائهم من قبائل العرب ، فأرسلت الخزرج إلى جهينة وأشجع ، وأرسلت الأوس إلى مزينة ، وذهب حضير الكتائب الأشهلى إلى أبي قيس الأسلت ، فأمره أن يجمع له أوس الله ، فجمعهم له أبو قيس ، فقام حضير ، فاعتمد على قوسه ، وعليه نمرة تشف عن عورته ، فحرضهم ، وأمرهم بالجد في حربهم ، وذكر ما صنعت بهم الخزرج من إخراج النبيت ، وإذلال من تخلف من سائر الأوس في كلام كثير ، وجعل كلما ذكر ما صنعت بهم الخزرج يستشيط ويحمى ، فأجابته أوس الله بالذي يحب من النصرة والمؤازرة والجد في الحرب.
ثم اجتمعت الأوس مرة أخرى ، فأجالوا الرأي ، فقالوا : إن ظفرنا بالخروج لم نبق منهم أحداً ، ولم نقاتلهم كما كنا نقاتلهم. فقال حضير : يا معشر الأوس ، ما سميتم الأوس إلا لأنكم تؤسون الأمور الواسعة – أي تعالجون الأمور- .
ثم طرحوا بين أيديهم تمراً ، وجعلوا يأكلون، وحضير الكتائب جالس وعليه بردة له قد اشتمل بها الصماء ، وما يأكل معهم، ولا يدنو إلى التمر غصباً وحنقاً ، فقال : يا قوم ، اعقدوا لأبي قيس بن الأسلت ، فقال لهم أبو قيس: لا أقبل ذلك ، فإني لم أرأس على قوم في حرب قط إلا هزموا وتشاءموا برياستي.
ثم جاءتهم أوس مناة ، وقدمت مزينة ، فانطلق حضير وأبو عامر الراهب إلى أبي قيس ، فقالوا : جاءتنا مزينة واجتمع إلينا من أهل يثرب مالا قبل للخزرج به ، فما الرأي إن نحن ظهرنا عليهم : الإنجاز أم البقية ؟ فقال أبو قيس: اقتلوهم حتى يقولوا : بزابز – وهي كلمة كانوا يقولونها إذا غلبوا- . ثم اختلفوا في ذلك ، فأقسم حضير ألا يشرب الخمر ، أو يظهر ويهدم مزاحماً : أطم عبد الله بن أبي . ثم لبثوا شهرين يعدون ويستعدون.
وكان اللقاء ببعاث ، وحشد الحيان فلم يتخلف عنهم إلا من لا ذكر له ، ولم يكونوا حشدوا قبل ذلك في يوم التقوا فيه. فلما رأت الأوس الخزرج أعظموهم وقالوا لحضير : يا أبا أسيد ، لو حاجزت القوم ، وبعثت إلى من تخلف من حلفائك من مزينة ؟ فطرح قوساً كانت في يده ثم قال : أنتظر مزينة، وقد نظر إليّ القوم ونظرت إليهم ! الموت قبل ذلك. واقتتلوا قتالاً شديداً ، فانهزمت الأوس حين وجدوا مس السلاح ، فولوا مصعدين في حرة قورى – موضع في نواحي المدينة - ، فنزل حضير ، وصاحت بهم الخزرج: أين الفرار ، فلما سمع حضير طعن بسنان رمحه فخذه ، ونزل وصاح: وعقراه والله لا أريم حتى أقتل فإن شئتم يا معشر الأوس أن تسلموني فافعلوا ، فتعطفت عليه الأوس ، وقام وعلى رأسه غلامان من بني عبدالأشهل ، وهما يومئذ معرسان ذوا بطش ، فقاتلا حتى قتلا ، وأقبل سهم حتى أصاب عمرو بن النعمان البياضي رأس الخزرج فقتله ، لا يدرى من رمى به.
ثم انهزمت الخزرج ، ووضعت الأوس فيهم السلاح ، وصاح صائح : يا معشر الأوس ، أسجحوا ولا تهلكوا إخوتكم، فتناهت الأوس وكفت عن سلبهم بعد إثخان فيهم ، وسلبهم قريظة والنضير.
وحملت الأوس حضيراً من الجراح التي به ، وهم يرتجون حوله يقولون :
كتيبة زينها مولاها ................................................لا كهلها هد ولا فتاها
وجعلت الأوس تحرق على الخزرج نخلها ودورها. ثم خرج سعد بن معاذ الأشهلي ، حتى وقف على باب بني سلمة وأجارهم وأموالهم جزاء لهم بيوم الرعل – الرعل مال لعبد الأشهل ، ويوم الرعل يوم كانت فيه بنو سلمة أغارت على مال لبني عبد الأشهل وقاتلوهم ، فجرح سعد بن معاذ الأشهلي جراحة شديدة ، فاحتمله بنو سلمة إلى عمرو بن الجموح الخزرجي فأجاره وأخاه وأجار الرعل من الحريق وقطع الأشجار، فلما كان يوم بعاث جازاهم سعد -.
وأقسم كعب بن أسد القرظي: ليذلن عبد الله بن أبي ، وليحلقن رأسه تحت حصنه مزاحم. فناداه كعب : انزل يا عدو الله ، فقال عبدالله : أنشدك الله ! ما خذلت عنكم. فسأل عما قال ، فوجده حقاً ، فرجع عنه.
وخرج حضير الكتائب وأبو عامر الراهب حتى أتيا أبا القيس بن الأسلت بعد الهزيمة ، فقال له حضير : يا أبا قيس ، إن رأيت أن نأتي الخزرج قصراً قصراً وداراً داراً ، نقتل ونهدم حتى لا يبقي منهم أحد ! فقال أبو قيس : والله لا نفعل ذلك ، فغضب حضير وقال : ما سميتم الأوس إلا لأنكم تؤسون الأمر أوساً ، ولو ظفرت الخزرج بمثلها ما أقالونا. ثم انصرف إلى الأوس فأمرهم بالرجوع إلى ديارهم.
وثقل على حضير الجرح ، فذهب به كليب بن عبدالأشهل إلى منزله ، فلبث عنده أياماً ، ثم مات.
وعاد أبو قيس بن الأسلت إلى امرأته ،بعد أن مكث في الحرب أشهراً آثرها على كل شيء ، حتى شحب لونه وتغير ، فدق الباب ففتحت له ، فأهوى إليها بيده فدفعته وأنكرته ، فقال : أنا أبو قيس ، فقالت : والله ما عرفتك حتى تكلمت .
البرنس- عضو نشيط
- عدد المساهمات : 82
تاريخ التسجيل : 12/06/2009
العمر : 30
الإقامة : السبهاني
العمل : طالب
المزاج : رايق
:: الأقسام التعليمية :: الإجتماعيات :: التاريخ
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الثلاثاء فبراير 18, 2014 5:25 pm من طرف يوسف مدني الولو
» نهاية الحزن باذن الله
الثلاثاء فبراير 18, 2014 5:19 pm من طرف يوسف مدني الولو
» كل عام وانتم بخير
الثلاثاء أغسطس 20, 2013 4:40 pm من طرف يوسف مدني الولو
» خلفيات لسطح المكتب بأسماء الصحابة
السبت يونيو 15, 2013 7:06 am من طرف الهاشمي2
» عذرا ابا القاسم
الخميس سبتمبر 20, 2012 10:03 am من طرف الهاشمي2
» إلا الحبيب يا عباد الصليب
الأحد سبتمبر 16, 2012 10:41 am من طرف الهاشمي2
» للتحميل تكبير العيد mp3
الأحد أغسطس 19, 2012 3:57 am من طرف الهاشمي2
» موضوع هام جدا ياشباب
الخميس يوليو 05, 2012 4:16 pm من طرف يوسف مدني الولو
» للتنبيه - لعبة مسدس فيها صوت أضرب السيدة عائشة
السبت مايو 26, 2012 11:35 am من طرف الهاشمي2
» نونية القحطاني { كاملة صوت وكتاب }
الثلاثاء فبراير 28, 2012 12:02 pm من طرف الهاشمي2