التعامل مع الطالب المشاكس

من طرف **ريان لال** الأحد يناير 24, 2010 2:33 am

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كيف توطد العلاقة مع الطلاب المشاكسين ؟ من هو الطالب المشاكس ؟
الطالب المشاكس : يوصف بأنه كثير العناد والفوضى ، محاولاً جذب انتباه الطلاب إليه ، وهو عديم الدافعية وغالباً ما يتحدى سلطة المدرس ويسبب له توتراً في الأعصاب وخيبة أمل وشعوراً بالفشل 0
معظم الطلاب المشاكسين ينتج من هذه العوامل :-
- تجده من الأسرة المفككة0
- تعرض الطالب لمشاكل سلوكية أو نفسية أو عاطفية0
- إنجاب الأطفال من أمهات مدمنات للمخدرات0
- وجود عائلات تفتقد إلى أدنى سيطرة على تصرفات أولادهم0
وهنا لا بد من التنويه إلى إننا لا نقصد بالطالب المشاكس الذي تصرف بسلوكيات سلبية غير طبيعية منها ( سلوك عدواني – انحرافات في السلوك بشكل مكثف وبإستمرار )
طرح سؤال على مجموعة معلمين عن الصفات التي يمتاز بها الطالب المشاكس فكانت الصفات على النحو التالي :-
1) كثير الانفعال 0
2) إثارة الفوضى دائماً 0
3) الإجابة بفضاضة 0
4) التغيب وعدم الانتظام 0
5) الاستهزاء – اللامبالاة 0
6) التعامل بعنف مع زملائه 0
7) الإنحراف في السلوك 0
القيام بأعمال تخريبية داخل الفصل 0
9) الإعتداء على المدرسين 0
وحقيقة ثمة صعوبة في التصدي لعلاج مشكلة ( ولو واحدة ) من ضمن المشاكل التي يثيرها المشاكس عنه التي تصدر إزاء التزام المعلم بالمنهج الدراسي والالتزامات الأخرى المحيطة بعمله في الفصل الدراسي فكيف إذا اجتمعت عدة مشاكل سواء من طالب أو طلاب ؟
حديث لأحد المعلمين :-
قال أحد المعلمين عن الطالب المشاكس : إن غيابه عن الصف يكون سعيداً جداً لأن الطالب لا يسيء التصرف مرة واحدة في اليوم وإنما ست مرات ، إنه يعيق عمل المعلم وبرنامجه وكل محاولاته لتعديل سلوكيات الطلاب0

كم طالب يكفي لتعطيل المعلم عن أداء عمله كمعلم ؟
الجواب / طالب واحد
والاستنتاج من هذا كله إن السلوك الفوضوي لطالب واحد كافٍ لتوقيف المعلم عن أداء عمله وحرمان بقية الطلاب من الاستفادة من الدرس 0
وذلك لوجود طاقة كامنة عند الطالب المشاكس تقوم بإحداث تأثيرات مضادة لمساعي المعلم وقدرته على الإنجاز لمهامه كمعلم 0
وعند محاولة المعلم للتصدي لهذه المؤثرات السلبية يوماً بعد يوم فسوف يسبب له شعوراً بالفشل وخيبة الأمل والإرهاق والشعور بالنقص 0 وقد يفشل المعلم فشلاً تاماً في أداء عمله بزيادة عدد الطلاب المشاكسين في الصف وفي استخدام الوسائل المتاحة لتعديل سلوكيات هؤلاء الطلاب إذا كانت الوسائل غير مدروسة ومخطط لها0
يتفاعل المعلم عادة مع الطلاب وخاصة الطالب المشاكس بناءً على مواقفه السلوكية السابقة ويقوم بمنحه سمات سلوكية معينة مثلاً ( كثير الحركة – عديم الفائدة – كثير المشاغبة 000وهكذا ) ويتهرب المعلم من المسؤولية وتزداد مشاكل الطالب ويصعب أخيراً علاجها بعد أن يحكم المعلم على الطالب المشاكس بأي سمة من هذه السمات السابقة ويصعب عليه اعتبار هذا الطالب إنه فرد له كيانه واحترامه وله الحق في النجاح والتفوق وهناك من المواقف التي تم التغلب على مشاكل الطالب المشاكس ( أمثله )
- طالب بالمرحلة الإبتدائية كان مشاغباً بإستمرار بمرحلة الروضة وحتى الصف الخامس الابتدائي ثم تغير سلوكياً للأفضل0
- طالب بالمرحلة الثانوية كثير المشاكل والمشاغبة خلال الصفوف الدراسية ثم قرر أن يتغير ويحل الواجبات ويشارك في النشاط الصفي 0
- طالب بالصف الثاني الإعدادي ( المتوسط ) عديم الدافعية ، لا يتكلم مع أحد ، لم يقم بأية أعمال مدرسية في الأشهر الماضية بدأ يتغير تماماً وأصبح الآن يقوم بأعمال المدرسة بثقة كاملة وبدأ يعتز بنفسه بدرجة كبيرة وتوقعاته للتفوق تتزايد 0

السؤال الذي يفرض نفسه الأن هو : ما الأسباب التي أدت على هذه التغيرات ؟

الإجابة : المعلمالذي أخلص في عمله مستخدماً كل الأساليب التربوية والمهارات المتاحة لتغيير سلوكيات هؤلاء الطلاب ، والاستعداد المسبق الوقائي لمواجهتها 0
لذا لزاماً على المعلم تطوير مستواه ومسايرة العصر الذي هو فيه من متغيرات بما يكون إيجابياً وتدريب المعلم التدريب الكافي بالدورات والدروس التربوية ليستطيع التعامل مع الطالب المشاكس ، لم يكن هذا الأمر موجوداً لاستخدام المعلم أساليب تربوية تقليدية في تعاملهم مع الطالب المشاكس وزادت مشاكله ولا بد من وجود العامل المؤثر إيجابياً في تفاعلنا مع الطالب ألا وهو ( بناء الثقة )

السؤال / هل يتعين على الطالب أن يستمع إليك أيها المعلم بإهتمام في الصف ؟
الجواب : نعم وبدون تردد والسبب :
1- أنه يعمل بكل إخلاص لمصلحة الطلاب0
2- إنه عندما كان طالباً كان يستمع لكلام المعلمين0
3- إنه معلم 00 فكل كلمة يقولها هي لصالح الطلاب ، وهو جدير بالتقدير والإحترام0

طرح هذا السؤال لتوضيح هذه الفكرة وهي :-
* الطالب المشاكس قد لا يرى المعلم بأنه إنسان مخلص محب للطلاب ويعمل لمصلحتهم كما هو متوقع0
* الطالب المشاكس لا يثق بالمعلمين 0 لا يحب المدرسة 0 ولا يصدق أنه عندما يحسن التصرف سيجلب له ذلك مردوداً إيجابياً0* التعليم ما كان تجربة إيجابية له وبالتالي لا يهمه كلام المعلمين ولا يعطي لهم أية أهمية0
لأن:الصورة غير متوقعة وغير مفهومة من قبل معظم المعلمين 0 لأن المعلم يعتبر ذاته إنساناً مهتماً بالطلاب ومقدراً لهم ويعمل من أجلهم وعليه فهو يستحق الاحترام والتقدير 0
إذن المعلم ينجح في اعتبار ذاته عندما يتعامل مع معظم الطلاب العاديين ولكنه يفشل عندما يتعامل مع الطالب المشاكس فلماذا؟
لأن :
- الطالب المشاكس لا يثق بالمعلم0
- الطالب المشاكس لا يستجيب لتوجيهاته وإرشاداته0
- لهذا الطالب عدة مشكلات سلوكية0
لذلك فالمعلم يتأثر بالأتي :-
يعتقد أن هناك خطأ ما لهذا الطالب لأنه يعطي للمعلم الأهمية والتقدير كبقية الطلاب0
يعد المشكلة أمراً شخصياً ويتعامل معها باعتباره هو المستهدف فيتأذى ويتألم المعلم وأخيراً يلقي باللوم على الطالب المشاكس الذي هو السبب في شعور المعلم بالغضب والفشل0 والسبب في تأثر المعلم هو أنه يدع ( اعتبار ذاته ) يعرقل سير عمله0
والواقع هو :
أن الطالب المشاكس يتعامل مع واقع مختلف تمام الاختلاف عن واقع الطلاب العاديين وتصرفاته السلوكية الفوضوية غير مستهدفة للمعلم بشكل خاص 0
وعكس ذلك الطالب الذي لديه قاعدة مبنية بالثقة التامة مع المعلمين ومع المدرسة وحصل على تأييد وتشجيع فيما يتعلق باجتهاده وفي تصرفاته السلوكية الإيجابية لأنه اكتسب الخبرة الإيجابية والتشجيع من قبل المدرسة والبيت0
وطالما لديه الثقة بالمعلمين إذن ممكن أن يتقبل التوجيهات والإرشادات وحتى تكليفه بأعمال ( واجبات منزلية ) فوق طاقته0
بينما الطالب المشاكس يأتي للمدرسة من محيط ( جو منزلي ) أفراده قد يكونوا فاشلين بالمدارس ولديهم تجارب سلبية مع المدارس ولم يكونوا القدوة الحسنة في إرشاد أولادهم ولم يؤمنوا لهم احتياجاتهم الملائمة من التأييد والتشجيع والدافعية للتعليم وهناك قصوراً وإهمال أسري0 لذلك فعندما يهدف المعلم إلى التعامل مع الطالب المشاكس بوسيلة مقبولة يجد نفسه أمام عدة عقبات تعترض طريقه لآن هذا الطالب عديم الثقة بالمعلم ولا يستجيب لما يطلب منه ولا يؤدي أعماله فهو فوضوي في معظم تصرفاته0

تصرفات الطالب المشاكس
السبب في كل هذا هو عدم وجود الثقة بين المعلم والطالب ولذلك تبقى عملية التعلم لهذا الطالب فاشلة
إذن الثقة هي البناء الأساسي في تعاملنا مع الطالب المشاكس ، وفي حالة انعدام الثقة والقناعة بالمعلم سوف يقوم الطالب بعدم تقبل إرشاداته أو توجيهاته من معلمه ، ويفشل المعلم أخيراً في كل محاولاته للسيطرة على سلوكيات هذا الطالب ، لأن الطالب المشاكس لا يهمه ما ينتج من جزاء تصرفاته الفوضوية ، إذن هذا هو سبب فشل بعض المعلمين لوضع خطة توجيهية لتعديل سلوك الطلاب لعدم الأخذ في الاعتبار الثقة في تعاملهم مع الطلاب 0 تحرك مسار الطالب إلى الأعلى من خط الثقة سوف تستدعي العملية للعمل مع الطالب تدريجياً حيث تأخذ بعين الاعتبار الأتي :
أولاً : تغيير المعلم الانطباع عن نفسه كمعلم تقليدي معزز وجدير بثقة الطلاب0
ثانياً : لا يكون المعلم أداة توصيل معلومات فقط وإنما هو قدوة لهم سلوكياً إلى جانب كونه المرجع والمصدر الأول للمعرفة0
ثالثاً : يوظف المعلم تجاربه الحياتية وخبراته لاقتناص الفرص التي تتاح له لتحسين وضع الطالب والتأثير الايجابي فيه0 هذه السلطة هي التي ستساعد المعلم على إيجاد الثقة وتكوين العلاقات الحميدة مع الطالب 0 ولينظر المعلم من خلال عيون الطالب نفسه كما لو كان هو 0 مع التركيز على محيط الطالب المنزلي0
رابعاً : أنظر إلى مشكلة الطالب بعمق وأعرفه تماماً ، لأن الطالب المشاكس لم يحصل على العناية والاهتمام ، ولذلك لا بد أن تظهر له أنك مهتم به وهذا يتطلب تحريك سلوكيات الطالب إلى سلوكيات واقعة فوق خط الثقة لإعطاء الطالب نوعاً من التقدير والقيم ليتمسك بها ، لأن الطالب المشاكس لو شعر أن المعلم غير مهتم به فإنه سيحاربه بكل طاقاته0
ومع هذا فإن بناء الثقة بحاجة إلى محاولات مستمرة ومهارات واجتهاد وخاصة في التعامل مع فئة معينة من الطلاب المنحرفين سلوكياً وغير المتعاونين واحتياج المعلم لوقت لتعزيز الثقة مع الطالب0
ولتحريك سلوكيات الطالب لسلوكيات فوق خطة الثقة فنحن بحاجة لخطوات معينة ومدروسة تهدف لتكوين علاقات ايجابية مع الطالب0
كما يجب على المعلم وضع ( مجهود السيطرة السلوكية ) مع مراعاة الفروق الفردية واحتياجات الطلاب 0 وفي حالة تكوين الثقة مع الطالب يبدأ الطالب في التفاعل مع المعلم مستجيباً لإرشاداته وتوجيهاته وبالتالي ينجح المعلم في مجهود السيطرة السلوكية ويصبح فعالاً في تعامله مع الطلاب وتكون عملية تدريسه أكثر إنتاجاً ويومه الدراسي أكثر فاعلية0
الاستجابات الانفعالية والاستجابات التكيفية
معلم يشكو من وجود ثلاثين طالباً في صفه ، ثلاثة منهم هم من الطلاب المشاكسين ومن الصعب علاج مشاكلهم السلوكية والنفسية0
ولكنه سوف لا يدع هذه المشاكل تعترض طريقهم وتعرقل استمرارهم في الدراسة والتوفيق0
المسألة الأساسية هنا هي : أن المعلم لا يمكن أن يغير شيء من السمات السلوكية للطلاب المشاكسين ولكنه من الممكن اختيار وسيلة مناسبة للتعامل والتكيف معهم 0 بينما لو يغضب ويكون منفعلاً فسوف لا يصل إلى أي نتيجة خاصة عندما يتعامل مع طالب مشاكس 0 المهم ألا يغضب وينفعل في كل الأحوال0
المعلم الناجح يدرك أنه ليس باستطاعته تغيير طبيعة الطالب المشاكس لعدم امتلاكه يداً سحرية يمكن بها تحريك سلوكيات هذا الطالب ، وإنما يدرك أنه يمكن أن يغير وسيلة تعامله مع الطالب للحصول على أعظم نتيجة0
إن الأساليب العادية للاستجابات لتصرفات الطلاب لا تصلح مع الطلاب المشاكسين ، لذلك أصبح من الضروري الأعداد المسبق لكيفية الاستجابة لتصرفات الطلاب ، بحيث يعلم كيف يتصدى لأي موقف سلوكي صادر عن الطالب المشاكس مع استعداد تام لذلك

التحميل من الرابط التالي
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

من طرف <الهذلي> الأحد يناير 24, 2010 4:12 am

نعم كلام صائب ويجب على جميع الطلاب التعامل مع الاخرين بما يحب يعاملوك

التعامل مع الطالب المشاكس

التعامل مع الطالب المشاكس

رد: التعامل مع الطالب المشاكس