الرحلات التعليمية

الرحلات التعليمية

يجدر بنا أولاً معرفة ما هو المقصود بالرحلة التعليمية : فكل جولة يقوم بها التلاميذ خارج جدران المدرسة تسمى رحلة ، ولكن لا يمكن إطلاق مفهوم الرحلة التعليمية عليها جميعاً ، لأن هذه الرحلات يمكن أن تكون لغرض غير تعليمي ، فخروج الطلاب من المدرسة لحضور حفل نعين ، أو لحضور مباراة رياضية لا يمكن أن يطلق عليه رحلة تعليمية ، لأنه واضح أن الغرض منها ترفيهي بالدرجة الأولى ، حيث أنها لا ترتبط بالمنهج ، وهذا شرط من شروط الرحلة التعليمية فهي " كل جولة تعاونية منظمة يقوم بها التلاميذ خارج جدران المدرسة باعتبارها جزءاً متكاملاً مع العمل المدرسي المألوف وذات غرض تعليمي أساساً " .
ومن هذا التعريف يتضح لنا أن الرحلة التعليمية لها شروط أهمها : التعاون ، ووجود تنظيم فيها ، ووجود غرض تعليمي ، وأخيراً وهذا هو المهم ارتباط الرحلة بالمنهج .
وإذا نظرنا إلى واقع الرحلات في كثير من مدارسنا – لا أقول كلها – نجد أنها لا تخرج عن هدف واحد في غاياتها ألا وهو " الترفيه " فهي بشكل عام رحلات ترفيهية لا تعليمية ، كما يعاب عليها عدم التنظيم ، بحيث يخطط لها مسبقاً ، ولا يكون هناك تحديد للأهداف منها . وبنظرة أعمق نجد أن من يقوم بهذه الرحلات هم جماعة الرحلات بالمدرسة ، والتي تتكون من أعضاء يمثلون جميع أو معظم فصول المدرسة ، وهؤلاء يدرسون في مراحل مختلفة ، وهذا يجعل من ارتباط الرحلة بالمنهج فيه صعوبة ، وذلك للتباين في المراحل التي ينتمي إليها الطلاب والمناهج التي يدرسون كل في مرحلته الدراسية . أيضا رغم وجود هذه الجماعات – أقصد جماعات الرحلات في المدارس – نجد أن بعضها لا يقوم برحلات أو يحاول القيام بأقل قدر منها ، وذلك بعذر تحمل مسؤولية الطلاب حيث أن المدارس تقوم بهذه الرحلات بمجهودات ذاتية باستخدام سيارات المعلمين والطلاب ، فيكون هناك تخوف قبل القيام بالرحلة من حصول حادث مثلاً لا سمح الله نتيجة لعدم قدرة – مثلاً – المعلمين والمشرفين على الرحلة على إقناع الطلاب الذين يستخدمون سياراتهم بعدم السرعة أو التجاوز وما إلى ذلك .
لذلك أرى أن " الرحلة التعليمية " ليست – في واقع الأمر – في الوضع الذي يجب أن تكون عليه ، ولكي تكون فعالة أكثر في العملية التعليمية يجب أن تراعى شروط نجاحها كاملة ، بحيث تتضافر الجهود من جميع الجهات ذات العلاقة ، لإيضاح المفهوم الحقيقي لها ، أو المقصود بها ، والعمل على تنظيمها ، وتحديد أغراضها وربطها بمناهج التعليم لدينا وقد اقترحت – وما أنا إلا نبتة من غرس وزارة المعارف – الاقتراحات التالية التي أرى أن من شأنها أن تجعل من الرحلات وسيلة تعليمية مؤثرة في المنهج وهي كما يلي :
1- أن ترسل أقسام الوسائل التعليمية بإدارات التعليم لمديري المدارس خطابات يكلف فيها معلموا المواد المختلفة بتحديد الموضوعات التي تحتاج إلى الرحلة كوسيلة تعليمية طوال العام الدراسي ومعرفة وقتها حسب توزيعة0 المنهج بمعنى أن معلم العلوم – مثلاً – لديه موضوع عن النباتات الصحراوية وخواصها ، وحسب خطة توزيع المنهج سوف يدرس هذا الموضوع في الأسبوع الخامس من الفصل الأول ، فعليه أن يوضح بجدول مسبق الموضوع ووقت تدريسه واحتياجه إلى الرحلة .
2- يجب أن يحدد قسم الوسائل التعليمية بإدارة التعليم عدد الرحلات المخصصة لكل مدرسة ، وبالتالي فعلى مدير المدرسة – بعد أخذ إفادات المعلمين بالموضوعات المحتاجة إلى الرحلات – أن يختار منها – بشرط التنويع – العدد الملائم لعدد الرحلات المقررة من قسم الوسائل ، ومن ثم رفعه لقسم الوسائل بإدارة التعليم .
3- على قسم الوسائل التعليمية التنسيق مع جهات الاختصاص لتوفير باصات تابعة لإدارة التعليم يقودها سائقوا إدارة التعليم ، ووضع جدول زمني مذكور فيه اسم المدرسة التي سوف تنطلق منها الرحلة ، وتاريخ انطلاقها والسائق المكلف بالقيادة . ويمكن تخصيص مثلاً ، حافلتين للرحلات المدرسية فقط تتناوب على نقل طلاب المدارس في الرحلات التعليمية ، وذلك بجدول زمني يعد لهذا الغرض . وذلك لهدف إبعاد التحرج الذي ينتاب المعلمين المشرفين على الرحلات في المدارس من جراء المسؤولية
ولجعل الرحلة أكثر تنظيماً .
4- إذا لم يكن لدى إدارات التعليم القدرة على توفير سائقين أو حافلات من قبل الإدارة يمكن التعاقد مع باصات القطاع الخاص بعد وضع الجدول الزمني للرحلات ودفع الأجرة التي يمكن أن تتم عن طريق استقطاعها من دخل إيجار المقصف المدرسي .
5- عدد الرحلات المخصص لكل مدرسة يحكمه عدد الطلاب والفصول فيها .
6- يجب التوجيه من قبل قسم الوسائل للمعلمين بالشرح الوافي عن موضوع أو موضوعات الرحلة – المرتبطة أساساً بالمنهج – وتكليف الطلاب بالكتابة عما شاهدوه في هذه الرحلة ، وما استقوه منها من فوائد .

منقول